“ماذا لو انتصر هتلر في الحرب العالمية الثانية؟”.. سؤال شغل بال الكثيرين حول العالم على مر السنين، وسعى خبراء ومؤرخون بكل أرجاء العالم للإجابة عنه.
وكان التاريخ واضحا للغاية بشأن رغبة هتلر في إعادة بناء أوروبا تحت راية الرايخ الثالث، لكنه كانت له آراء أخرى بشأن الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وفقا لموقع هيستوري (التاريخ) الأمريكي.
ويرى جيمس دافي مؤلف كتاب “استهداف أمريكا: خطة هتلر لمهاجمة الولايات المتحدة”، أن النظام النازي بدأ في عام 1941، التخطيط لعالم ما بعد الحرب. كان ذلك يعني امتلاك بحرية ضخمة تضم مئات الغواصات، يكون عمادها 25 سفينة حربية و150 مدمرة.
كان هتلر يؤجل فكرة التعامل مع الولايات المتحدة لحين الانتهاء من الحرب العالمية الثانية، إذ يعتقد أنه عليه واجب أخلاقي بالانتقام من الدول التي كانت سببا في خسارة ألمانيا الحرب العالمية الأولى، وكان يرى أن خسارة ألمانيا الحرب لم تكن راجعة لقصور في التفكير، بل بسبب التجسس والتخريب والحيلة في الداخل.
كان ذلك يعني أن أمريكا لم يكن لها دور كبير في خسارة ألمانيا. ولم تكن أمريكا قوة عسكرية يجب التنافس معها، ولهذا كان هتلر يعتقد أن بمقدوره أن ينهي الحرب في أوروبا، ويأخذ وقته الجميل في بناء أسطول بحري، ومن ثم التعامل مع الولايات المتحدة.
“حرب عالمية ثالثة”
كان كتاب “كفاحي” أشهر كتب أدولف هتلر بلا منازع، لكنه ألف كتابا آخر يدعى “كتاب هتلر الثاني”، لم يحظ بنفس ذات الشهرة التي حصل عليها الكتاب الأول. تم تأليف الكتاب عام 1928 لكنه لم يتم نشره حتى عام 1961. وقد أوجز سلسلة من 3 صراعات، ولم يتمكن هتلر من الوصول إلى الحرب إلا في الصراع الثالث.
ورأى هتلر أن على ألمانيا أن تواجه فرنسا لاستعادة ما فقدته بعد الحرب العالمية الأولى. وبعد ذلك، الاتجاه شرقًا والاستيلاء على كل الأراضي – والموارد الزراعية – التي يحتاجها من الاتحاد السوفياتي. ثم التوجه إلى أمريكا، والذي كتب أنها كانت تشكل “تهديدًا حقيقيًا للهيمنة الألمانية على العالم”.
وضع هتلر هذا التصور قبل الكساد الكبير، ومع وصول الكساد إلى ذروته توصل في النهاية إلى استنتاج مفاده أن أمريكا كانت ضعيفة للغاية بسبب مشاكلها الخاصة، ومن ثم يمكن للحرب الثالثة أن تنتظر.
ويرى أستاذ التاريخ الفخري بجامعة نورث كارولينا غيرهارد واينبرج أن “هتلر كان يرى أن إنهاء الحرب في أوروبا، وتحقيق الاستقرار في الرايخ الثالث، وبناء جيش قوى المدى سيتطلب وقتا طويلا ومن ثم فلا داعي للعجلة. وكان يعتقد أن أمريكا أضعف من أن تفعل أي شيء سوى الانتظار”.
نتائج مرعبة
زاشتهرت أسماء معتقلات مثل داخاو وأوشفيتز، لكنها لم تكن لتشكل سوى نسبة ضئيلة من المرافق التي بناها النظام النازي لاحتواء واستعباد وإعدام معارضيه وأسراه. لكن المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة، يشير إلى أنه النظام النازي أقام أكثر من 44000 معسكر لأغراض مختلفة – جميعها قائمة على الاحتجاز والسجن – كانت نشطة خلال الرايخ الثالث.
هل كان من الممكن إنشاء تلك المعسكرات في أمريكا الشمالية؟ الجواب هو، بكل تأكيد. ففي عام 2019، اشترت مكتبة وأرشيف كندا كتابًا تم أخذه من مكتبة هتلر الشخصية. كان يحمل اسم “الإحصائيات والصحافة والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وكندا”.
الكتاب المؤلف من 137 صفحة هو في الأساس عبارة عن مجموعة من البيانات حول السكان اليهود في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وكانت هذه المعلومات بمثابة اللبنات الأساسية لمشروع هتلر في كندا وأمريكا”.
المصدر: العين.