لقاء بارزاني وطالباني.. هل يطوى أكراد العراق صفحة الخلاف؟
بعد أشهر من الخلافات والحملات السياسية والإعلامية الحادة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين الديمقراطي والاتحاد الوطني، والتي وصلت لحد تعليق نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قوباد الطالباني ووزراء الاتحاد الوطني مشاركتهم في اجتماعات حكومة الإقليم، التي يرأسها مسرور البارزاني عن الحزب الديمقراطي الكردستاني .
اجتمع الإثنين، رئيس حكومة الإقليم ونائبه في أربيل، في خطوة ستسهم وفق المراقبين في طي صفحة التوتر والخلاف والتي كادت تصل لحد القطيعة التامة، والحديث عن عودة شبح الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومتين في الإقليم .
بيان حكومة الإقليم
ووفق بيان صادر عن حكومة إقليم كردستان العراق جاء فيه :”استقبل رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الاثنين، نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، وفي أجواء إيجابية، جرت مناقشة المشاكل المالية والإدارية التي تواجه حكومة إقليم كردستان، وتم الاتفاق على حل جميع المشاكل من خلال الحوار والتعاون بين جميع الكتل الوزارية ضمن التشكيلة الحكومية”.
وأضاف البيان :”كما شهد الاجتماع، تسليط الضوء على آخر مستجدات الوضع السياسي في الإقليم والمنطقة، مع التأكيد على حماية التضامن والتآزر والوحدة الداخلية، حفاظا على المصالح الوطنية والحقوق الدستورية لمواطني إقليم كردستان”.
ملفات خلافية
ويرى مراقبون أن هذا الاجتماع وهو الأول منذ مدة طويلة بين البارزانى والطالباني، على وقع الخلافات بين الطرفين حول جملة ملفات كقانون الانتخابات وسجلات الناخبين وحصة كوتا المكونات، وتوزيع الثروات والسلطات بين المحافظات ، سيمهد لعودتهما للعمل سويا في إطار حكومة الإقليم، وهو ما سينعكس إيجابا على الأوضاع العامة في كردستان سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وسيسهم في تقوية الدور الكردي في العراق .
معتبرين أن الحزبين محكومان بالتوافق والركون للحوار مهما اشتدت الخلافات والتوترات بينهما، خاصة وأن استحقاق الانتخابات العامة في الإقليم يقترب خلال شهر نوفمبر القادم.
اختراق مهم
يقول الأكاديمي العراقي والخبير بالشؤون الكردية طارق جوهر، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية :
- هذا اختراق مهم جدا بعد مدة طويلة من التباعد والتوجس بين الرجلين وبين الحزبين، وهو يمثل بداية لعودة اللحمة لحكومة الإقليم بعد شهور من مقاطعة ممثلي الاتحاد الوطني الكردستاني ووزراءه لجلسات الحكومة، نتيجة الخلافات بينه وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني .
- البارزاني والطالباني لا يمثلان فقط حزبيهما بل هما ركنا حكومة الإقليم الأساسيان، ولهذا فتباعدهما انعكس سلبا على الإقليم محليا وعراقيا وخارجيا أيضا، ومع هذه الانفراجة فإن موقف الأكراد سيقوى على مختلف الصعد ولا سيما في بغداد .
- مجرد عقد اللقاء المباشر وجها لوجه هو خطوة ايجابية ستقود لمزيد من الانفراج وتعزيز مناخات التفاهم والتوافق، وقد يتمخض عن هذا اللقاء قريبا عودة فريق وزراء الاتحاد الوطني لاجتماعات الحكومة .
الوساطة الأميركية
ولا ننسى أن الوساطات ولا سيما الأميركية لعبت دورا مهما في إحداث هذا الاختراق، من خلال الزيارة الأخيرة قبل أيام لمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، لأربيل واجتماعها مع الطالباني والبارزاني، حيث أن استقرار كردستان هو عامل أساسي لاستقرار العراق عامة .
حماية تجربة الإقليم
بدوره، يقول مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
الركون للحوار والتواصل بين الأطراف السياسية المختلفة في كردستان والعراق عامة يشكل ولا ريب الطريق الأمثل لحلحلة المشكلات وتذليل الخلافات وتبديد سوء التفاهم، وفي هذا الإطار يشكل اجتماع مسرور البارزاني وقوباد الطالباني خطوة بالغة الأهمية نحو إنهاء مناخات التوتر السائدة في الاقليم طيلة أشهر بين الحزبين الرئيسيين هناك، والسعي لايجاد تفاهمات وتوافقات تؤطرها المصالح العليا للإقليم والعراق .
بعد هذه الانفراجة فإن الإقليم سيقبل على مرحلة جديدة من التفاعل والتعاون والتشارك بين الحزبين، وبما يضمن تفعيل الأداء الخدمي والتنموي لحكومة الإقليم وتقسيم العمل والمهام بين الطرفين في هذا المنحى .
وهكذا فالحوار هو السبيل الذي لا بديل عنه مهما احتدمت الخلافات واشتدت المنافسات والمناكفات الحزبية، لضمان الأمن والازدهار وحماية السلم الأهلي بما يحصن تجربة كردستان العراق، وهو ما ينعكس ايجابا على الوضع العراقي العام ويسهم في تعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل وتسوية الخلافات بينهما .
المصدر: سكاي نيوز.