أخبار

في عفرين .. “لا حقّ لكِ في ممتلكاتك وعلى أرضك”

مواطنة هُجّرت قسراً من وطنها، بعد أن نهبت المرتزقة أرضها والتي كانت مصدر رزقها وأثمن ما لديها في الحياة، تسرد لنا ما عانته خلال فترة بقائها في عفرين وما شهدته في المقاطعة المحتلة من جرائم.

شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بتاريخ الـ20 من كانون الثاني عام 2018 هجوماً عسكرياً جوياً وبرياً على مقاطعة عفرين، احتل من خلاله المقاطعة بتاريخ 18 آذار من العام نفسه، بعد أن تكبد خسائر فادحة على يد وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ والذي استمر نضالهم لمدة 58 يوماً.

ولم يسلم الحجر ولا البشر من الانتهاكات عقب الاحتلال، حيث شهدت المقاطعة عمليات تغيير ديمغرافي ونهب وقتل واشتباكات يومية على أملاك الأهالي وقطع وقلع الأشجار، وقد بلغت إحصائيات هذه الجرائم منذ بداية عام  2023 وحتى أواخر تموز، الخطف: 208 مدنيين، بينهم 24 نساء واغتصاب فتاة قاصر، القتل: 13 شخصاً، بينهم 3 نساء، واحدة منهن انتحار، الأشجار: قطع أكثر من 16000 شجرة وقلع أكثر من 1000 وحرق أكثر من 70 هكتاراً من الأراضي الزراعية، الآثار: نبش وتدمير أكثر من 5 مواقع، التغيير الديمغرافي: بناء وتجهيز قرابة (8) مستوطنات بدعم وتمويل تركي ومنظمات خليجية وفلسطينية إحداها (مستوطنة أجنادين)، حسب منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا.

انتظرت الموافقة لدخول منزلي

إحدى المواطنات اللواتي هُجّرن قسراً من عفرين المحتلة عقب الاحتلال بتاريخ 18 آذار عام 2018، والتي عادت إليها بعد أن قضت شهراً في بلدة نبل، تسرد لنا ما عانته على يد مرتزقة الاحتلال التركي على مدار أربع سنوات (مدة بقائها في عفرين).

المواطنة رفضت الكشف عن اسمها تجنباً لملاحقة المرتزقة لما تبقى من عائلتها في عفرين المحتلة، وهي من ناحية جندريسة وأم لثلاثة أولاد (فتاة متزوجة، وشابين)، وهي في العقد السادس من عمرها خرجت مع أولادها من عفرين المحتلة وتوجهت إلى بلدة نبل ومكثت هناك قرابة شهر.

لم تتأقلم المواطنة (ش م)، وهذا اسم مستعار، على البقاء بعيدةً عن منزلها ووطنها، وقررت العودة إليه لكن هذه المرة دون أولادها، ولدى وصولها إلى جندريسة حيث موطنها، وجدت أن المرتزقة استولوا على منزلها، تقول (ش م): “أقمتُ عدة أيام في منزل أقربائي كون المرتزقة لم يسمحوا لي بالمكوث في منزلي فور وصولي، وجعلوني أنتظر الموافقة لاسترجاعه منهم”.

وتابعت بالقول: “حصلت على الموافقة لدخول منزلي بعد عدة أيام من الانتظار، ولكن لم تخرج عائلة المرتزقة منه، وبقيت معهم تحت سقف واحد، لم أكن أخرج كثيراً في بدايات عودتي بسبب النزاعات والاشتباكات التي كانت مستمرة بينهم على الأملاك”.

نهبوا أرضي لطمعهم بوفرتها

ونُهِبت من المواطنة (ش م)، أرضها والتي تحتوي على 400 شجرة زيتون، في عام 2022 أي قبل خروجها من المقاطعة، بعدما كانت تنعم بخيراتها في الأعوام السابقة، وذلك بحجة أن أبناءها مقيمون في حي الشيخ مقصود.

وتقع أرض الزيتون التي نهبتها المرتزقة في قرية حج حسنو التابعة لناحية شيه بعفرين المحتلة، وتشير المواطنة (ش م)، إلى جشع المرتزقة بخيرات أرضها، وتقول: “استولوا على أرضي ورزقي، وذلك لطمعهم بالإنتاج الوفير للزيتون”.

لا حقّ لي على ممتلكاتي

وتنوّه (ش م)، إلى أنها حتى في أعوام ما قبل استيلاء المرتزقة على الأرض، كانوا لا يجنون إلا بعد الحصول على الموافقة من قبلهم، وتقول: “ليس لك حق في ممتلكاتك مطلقاً، ولهم حرية التصرف بها”.

وتتابع بالقول: “قبل أن يستولوا على أرضي، قررت ألا آخذ موافقتهم في الجني، اليوم الأول انقضى بجني 10 أكياس من الزيتون وسلمتها لمعصرة يلنقوز الواقعة في ناحية جندريسة، وفي اليوم الثاني جنينا 8 أكياس ولكن هذه المرة قطعت المرتزقة طريقنا على مفرق حج حسنو ونهبوا ما جنيناه خلال يومين، ومنعونا من التوجه مرة أخرى إلى حقل الزيتون، ولم يكتفوا بذلك، بل اعتقلوا ابن عمي لعدة أيام وأفرجوا عنه بعد أن أجبروه بنقل محاصيل الزيتون التي سرقوها”.

كما شهدت المواطنة (ش م)، عملية قتل المرتزقة أب لثلاثة فتيات المدعو محمد ايبش في بداية عودتها إلى عفرين، في ناحية جندريسة، دون رأفة، من خلال تعذيبه.

وقررت (ش م) أن تغادر المقاطعة وأن تتوجه إلى حي الشيخ مقصود، حيث يقطن أولادها، تاركةً خلفها بيتها وأرضها التي قضت سنين عمرها في الحفاظ عليها والاعتناء بها.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى