صحيفة ألمانية: أزمة كورونا تحرّك صراعاً على السلطة في تركيا.. والأسوأ لم يأت بعد
قالت صحيفة “ذود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، الإثنين، إن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تحرك صراعاً على السلطة خلف الكواليس في تركيا.
ولفتت الصحيفة، وهي إحدى أكبر الصحف السياسية الألمانية وأكثرها انتشاراً، إلى أن هذا الصراع ظهرت ملامحه مع وضع وزير الداخلية التركي القوي، سليمان صويلو، الرئيس أردوغان في موقف حرج خلال الأيام الماضية.
وقالت “ذود دويتشه تسايتونغ”، في تقرير للكاتب المتخصص بالشأن التركي، والمقيم في إسطنبول، توماس أفينروس، إنه “في لعبة السلطة والنفوذ، إذا ارتكبت خطأ كبيراً، فإن شخصاً آخر لن يتوانى عن وضع رأسك على المقصلة”.
وأوضحت: “في تركيا، أدت الإدارة السيئة للأزمة إلى فوضى كبيرة ومشاجرات في البلاد في عطلة نهاية الأسبوع”، مضيفة: “بشكل واضح، الحكومة التركية تتخبط وتعاني كثيراً في إدارة الأزمة، والأسوأ في البلاد لم يأت بعد”.
الصحيفة أكدت أن “إعلان فرض حظر التجوال قبل ساعتين فقط من سريانه، يسبب فوضى في أي بلد بالعالم”، مضيفة: “لو حدث هذا في بلدان كثيرة، كان ليضع الحاكم في أزمة كبيرة ويدفعه للاستقالة، أو يهدم الثقة الشعبية به”.
وتابعت: “لكن في تركيا، كان الوضع مغايراً، ورغم أن صويلو أعلن بوضوح أن أردوغان هو من اتخذ قرار حظر التجوال، لم يحرك الأخير ساكناً، بل إن وزير الداخلية نفسه هو من خرج وتحمل المسؤولية السياسية بشجاعة.. وهو ما أحرج أردوغان”.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الأزمة “كشفت عن صراع جديد على السلطة بتركيا خلف الكواليس، تتكشف ملامحه خلال أزمة تفشي “كورونا”.
وأوضحت أن “صويلو الصارم الذي يملك تأييداً قوياً في البرلمان التركي، ويسيطر على جهاز الشرطة، يتصادم مع صهر أردوغان ووزير المالية برات البيرق، الذي يحاول التحكم في مسار الأمور في الحكومة التركية”.
وتابعت الصحيفة أن “قرار حظر التجوال المفاجئ خرج بضغط من البيرق، ووضع أردوغان والنظام التركي في موقف حرج، فيما نجح صويلو في تحقيق مكاسب كبيرة بقرار الاستقالة”.
وأضافت: “الآن، سيتعين على أردوغان الموازنة بين عائلته التي يمثلها البيرق من ناحية، والوزن السياسي الذي يمثله صويلو من ناحية أخرى”.
وتابعت الصحيفة أن “صويلو قوي للغاية، وينحدر من خلفية قومية بالأساس، وبفضل أزمة كورونا وصراعه مع البيرق، يمكن أن يبرز اسمه كبديل قوي جديد لأردوغان، ويتحول بعد الأزمة إلى خانة الخصوم التي تضم رئيس الوزراء السابق داود أوغلو، ووزير الاقتصاد السابق علي باباجان”.
ومساء الجمعة الماضي، أعلنت وزارة الداخلية التركية فرض حظر تجوال كامل مفاجئ لمدة 48 ساعة، على 31 مدينة كبرى، من بداية منتصف ليل الجمعة، بعد تسارع معدلات تفشي وباء كورونا، حيث سُجل نحو 50 ألف إصابة، السبت.
الإعلان المفاجئ عن القرار أدى لتفشي حالة من الذعر والفزع، وهرول المواطنون لشراء احتياجاتهم وتخزينها، ما تسبب في زيادة حدة التوتر والفوضى.
المصدر: آدار برس.