أخبار

سوريا تحتل المرتبة الثانية بعدد النازحين داخلياً

استعرض تقرير جديد للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، زيادة أعداد اللاجئين حول العالم بنسب كبيرة جداً. وذكر التقرير، أن إجمالي عدد اللاجئين والنازحين الذين اضطروا لترك ديارهم بسبب الحروب والعنف والاضطهاد، بلغ في نهاية نيسان الماضي 120 مليون شخصاً حول العالم.

وأشارت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أنّ النزوح القسري في سائر أنحاء العالم ارتفع للعام الـ 12 على التوالي إلى مستوى قياسي، وذلك نتيجة الصراعات والحروب في أماكن عدة من العالم، والتي تُعدّ محرّكاً أساسياً للنزوح الجماعي، فضلاً عن سياسة التفقير وانتهاكات حقوق الإنسان.

وقالت المفوضية في تقريرها الأخير، أنّه في نهاية العام الماضي بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسراً حول العالم قرابة 117.3 مليون شخص؛ وأضافت أنّه بعد مرور أقلّ من أربعة أشهر من ذلك التاريخ، ارتفع العدد أكثر ليبلغ 120 مليون شخصاً.

وقالت المفوضية أنّ العدد ارتفع من 110 ملايين لاجئ ونازح قبل عام، وأنّه على مدى السنوات الـ 12 الأخيرة تضاعف هذا العدد ثلاث مرات تقريباً.

لقد أصبح 1.5 بالمائة من سكان العالم بأسره الآن في عداد النازحين قسراً – أي واحدٌ من بين كل 69 شخصاً – ويقارب ذلك ضعف ما كان عليه عدد النازحين قسراً قبل عقد من الزمن، أي واحد من كل 125 شخصاً.

أسباب اللجوء

دفعت الحروب والاحتلالات والصراعات المستمرة والناشئة والأوضاع الاقتصادية والسياسية والفوضى، إلى نزوح الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

فالأزمة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان، والصراع في السودان والفقر المنتشر في دول أفريقيا وآسيا، أدى إلى حدوث واحدةٍ من أكبر الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح على مستوى العالم.

فسوريا على سبيل المثال- والتي تُعدّ من أكبر الدول التي في عدد اللاجئين على مستوى العالم- تسببت الأزمة التي اندلعت عام 2011 نتيجة التعامل القمعي وسياسة التجويع والقصف الممنهج لمنظومة الحكم في دمشق، ضد المناطق التي خرجت فيها المظاهرات المناهضة لحكومة دمشق، وكذلك ساهمت دولة الاحتلال التركي في تهجير الآلاف من أبناء الشعب السوري من مدنهم وقراهم عبر إرسال مرتزقة داعش والنصرة إلى عدة مناطق في سوريا، ومن ثم احتلال مناطق عدة كعفرين وكري سبي وسري كانيه، حيث تم تفريغ تلك المناطق من سكانها وتوطين المرتزقة عوضاً عنهم.

كما حولت دولة الاحتلال التركي المناطق التي احتلتها إلى معسكرات لتجنيد المرتزقة تم إرسالهم إلى ليبيا وأرمينيا والعراق وعدة دول أفريقية، تنفيذاً لسياساتها الاستعمارية، والتقارير الموثوقة التي تتحدث عن تحويل جزء كبير من الشعب السوري إلى مجرد مرتزقة دليل على ذلك.

النازحون داخلياً

لا يعبر أغلب الأشخاص الذين يضطرون للفرار من ديارهم الحدود الدولية، بل يبقون داخل بلدانهم، وهم يُعرفون بتسمية “النازحون داخلياً” ويمثلون نسبة 58 بالمائة من مجمل تعداد الأشخاص النازحين قسراً.

في نهاية عام 2023، بقي 68.3 مليون شخص في عداد النازحين داخلياً بسبب الصراعات والعنف. واضطر ما يقدر بنحو 9.1 مليون شخص للنزوح داخل السودان، وهو أكبر عدد من النازحين داخلياً أفيد عنه على الإطلاق، تليه سوريا (7.2 مليون)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (6.7 مليون).

الحلول

مع تفاقم أزمة اللاجئين وانتشارها من قارة إلى قارة أخرى، ونتيجة غياب الإرادة الحقيقية للدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق اللاجئين، فإن حل هذه الأزمة الكبيرة تبدأ بالدرجة الأولى بالعمل على حل الأزمة التي تسببت بالهجرة، أي عبر وقوف الحروب ووقف التدخل في شؤون الدول الأخرى والبدء بحلول سياسية واقتصادية تسهم في عودة هؤلاء اللاجئين والنازحين، وليس عبر ضخ الأموال للدول التي لجأ إليها الأشخاص الذين هربوا من هول الحروب.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى