ساعة يوم القيامة.. 100 ثانية تفصلنا عن النهاية
يبدو أن نهاية العالم باتت وشيكة بعدما أعاد علماء أمريكيون ضبط “ساعة يوم القيامة” بتحريك عقاربها 20 ثانية إلى الأمام.
وقالت نشرة علماء الذرة، التي يصدرها علماء حائزون على جائزة نوبل، إن الذين يراقبون ساعة يوم القيامة التي تم إعدادها لترصد موعد نهاية العالم، يرون النهاية قريبة.
وأضافوا أنه بناء على عدة معايير فإن العالم بات على بعد 100 ثانية فقط من منتصف الليل، في إشارة إلى نهاية العالم.
وأكدت النشرة أن البشرية لا تزال تواجه خطرين وجوديين متزامنين – الحرب النووية وتغير المناخ. وأن هذين الخطرين آخذان في الازدياد بسبب التهديدات الناجمة عن “التقنيات التخريبية” الأخرى، والتي تضم، بحسبهم، الذكاء الاصطناعي، وتحرير الجينات، والتهديدات الإلكترونية التي تقوض قدرة المجتمع على التعامل مع الوضع.
وحذرت النشرة من أن قيام عدد من قادة الدول بوقف أو تقويض العديد من معاهدات ومفاوضات الحد من التسلح الرئيسية خلال العام الماضي، خلق بيئة مواتية لعودة سباق التسلح النووي، وانتشار الأسلحة النووية، وخفض الحواجز أمام الحرب النووية. فلا تزال النزاعات السياسية المتعلقة بالبرامج النووية في إيران وكوريا الشمالية دون حل. ناهيك عن أن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحد من التسلح ونزع السلاح بات شبه معدوم.
كانت الاجتماعات التاريخية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عززت الآمال في التوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي، لكن تلك الاجتماعات لم تسفر عن إحراز تقدم يذكر، وهو ما أعاد عقرب الساعة إلى حيث كان في 2018.
وقال الخبير شارون سكواسوني إن “النهج غير التقليدي الذي اتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كوريا الشمالية أحدث آمالا إيجابية في البداية، لكنها سرعان ما خفتت بعدما قرّرت بيونج يانج المضي قدما في تطوير أسلحة استراتيجية جديدة”.
ولفت التقرير إلى أن الوعي العام بأزمة المناخ شهد زيادة كبيرة على مدار عام 2019، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاحتجاجات الجماهيرية التي نظمها الشباب في جميع أنحاء العالم. لكن العمل الحكومي لمواجهة تغير المناخ لا يزال أقل بكثير من مواجهة التحدي المطروح.
وقال التقرير “في اجتماعات الأمم المتحدة حول المناخ العام الماضي، ألقى مندوبو الدول كلمات جيدة لكنهم طرحوا القليل من الخطط الملموسة لزيادة الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. هذه الاستجابة السياسية المحدودة أسفرت عن بروز آثار التغير المناخي حيث شهد العالم واحدة من أكثر السنوات دفئًا على الإطلاق، وانتشار حرائق الغابات الواسعة وذوبان الجليد الجليدي بشكل أسرع من المتوقع.”
وعلى الرغم من كون التغير المناخي والتهديد النووي التهديدين الأبرز الذين يواجهان الأرض، لكن النشرة أشارت إلى أن “التدخلات الإلكترونية والأخبار المزيفة كعامل مساعد للتهديد، قد تؤدي أيضًا إلى عدم استقرار عالمي خطير، وأن حملات التضليل المستمرة تفسد عمليات صنع القرار اللازمة لمواجهة التهديدات النووية والمناخية.”
وأضاف العلماء “في العام الماضي، استخدمت العديد من الحكومات حملات التضليل المدعومة من الإنترنت لبث الشكوك وعدم الثقة في المؤسسات وفيما بين الدول، ما قوض الجهود المحلية والدولية لتعزيز السلام وحماية الكوكب”.
ورغم استخدام كثير من البلدان الدعاية لتوجيه أجنداتها السياسية الخاصة، فإن الإنترنت يوفر في الوقت الراهن وصولاً واسع النطاق وغير مكلف إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، ووصول الصوت والفيديو في الآونة الأخيرة يمكن أن يقوض القدرة على فصل الحقيقة عن الخيال، وفقا للتقرير.
وعبر العلماء عن قلقهم أيضًا من تأثير الذكاء الاصطناعي واستخدامه في بناء أنظمة صنع القرار والقيادة والسيطرة العسكرية، وذكروا أن “اعتماد الجيوش على التكنولوجيا، وتطور أسلحتهم، والخطط العسكرية الجديدة الأكثر عدوانية التي تتبناها معظم الدول التي تمتلك أسلحة متقدمة قد تؤدي إلى كارثة عالمية”.
وتأسست الساعة النووية عام 1945 من قبل علماء جامعة شيكاغو الذين ساعدوا في تطوير أول قنبلة ذرية في مشروع مانهاتن.
وأنشأت نشرة علماء الذرة ساعة يوم القيامة بعد عامين، مستخدمة صورة منتصف الليل للتعبير عن نهاية العالم، ومصطلح العد التنازلي للدلالة على الانفجار النووي، لرسم صورة للتهديدات التي تواجه البشرية والكوكب.
ويتم اتخاذ قرار تحريك (أو الإبقاء) عقرب دقائق ساعة يوم القيامة كل عام من قبل مجلس العلوم والأمن في النشرة بالتشاور مع مجلس الرعاة، والذي يضم 13 حائزًا على جائزة نوبل.
وأصبحت الساعة مؤشرًا معترفًا به عالميًا لمدى تعرض العالم للكوارث من الأسلحة النووية وتغير المناخ والتقنيات التخريبية في المجالات الأخرى.
المصدر: العين الإخبارية.