أخبار

الذئاب الرمادية من سوريا إلى ليبيا.. فرق موت بخدمة أردوغان

​​​​​​​كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن منظمة ما تسمى الذئاب الرمادية التي يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق طموحاته وأحلامه في المنطقة، حيث كشف الجيش الوطني الليبي عن دور هذه المنظمة وأسماء الأشخاص الذين يقودونها في ليبيا.

تأسست منظمة “الذئاب الرمادية” أو “أوجاكلاري” في أواخر الستينات، على يد ألب أرسلان توركش، الذي كان أحد مؤسسي الانقلاب عام 1960.

وتُعد هذه المنظمة الذراع المسلحة غير الرسمية لحزب الحركة القومية الذي يرأسه دولت بهتشالي، حليف أردوغان.

من الإرهاب إلى التحالف والأهم قتل الكرد

وتُصنف كإحدى الجماعات الفاشية المتعصبة للقومية التركية، وكانت تُعد سابقًا منظمةً إرهابية في تركيا، حتى عام 2018، حين عُقد “التحالف الجمهوري”، بين حزب “العدالة والتنمية” وحزب “الحركة القومية” من أجل الانتخابات الرئاسية التركية.

وتؤمن الحركة بالتفوق العرقي للأتراك، وتسعى إلى استعادة أمجادهم وتاريخهم وتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة، إضافة إلى معاداة القوميات الأخرى كالكرد واليونان والأرمن.

وتمتد حدود دولة الأتراك بحسب “الذئاب الرمادية”، من البلقان إلى آسيا الوسطى، مستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية، كما يشكل الكرد محور العداء الأساسي لـ “الذئاب الرمادية”، حيث يهتم التنظيم بعدم السماح بتأسيس أي دولة كردية بشتى الوسائل.

وتعد هذه المنظمة من أكثر الجماعات التي ارتكبت عمليات إجرامية، حيث كانت القوة الرئيسة المشاركة بأعمال العنف السياسي في تركيا بثمانينيات القرن الماضي.

وصُنفت كمنظمة إرهابية مسؤولة عن قتل مئات العلويين في مذبحة مرعش عام 1978، ومتورطة في مذبحة ميدان تقسيم عام 1977 التي راح ضحيتها 126 شخصًا.

كما تُعدّ المدبرة لمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981 بواسطة محمد علي آغجة. وتم اعتبار “الذئاب الرمادية” منظمة معادية للسلطة التركية في الثمانينات.

ولكن مع تركيز الحركة على عدائها للكرد في تسعينيات القرن الماضي، بادرت السلطة إلى إشراكها في معارك ضد حزب العمال الكردستاني.

واشتهر تنظيم الذئاب الرمادية بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية داخل وخارج تركيا وفي دول أوروبية وعربية وهي متهمة بقتل الطيار الروسي عام 2015، وإسقاط الطائرة الروسية سوخوي وخطف الطائرة الروسية في مصر ودعم الإرهابيين واستهداف الكرد وتصفيتهم، إضافة الى أعمال إجرامية أخرى بهدف إحياء أمجاد الدولة العثمانية.

ويُذكر أن اسم “ألب أرسلان جيليك” أحد ناشطي “الذئاب الرمادية”، برز مع ظهوره في مقطع فيديو لحادثة إسقاط الطائرة الروسية في ريف اللاذقية عام 2015، وتحدث عن تفاصيل عملية تصفيته لأحد الطيارين الروس، وطالبت موسكو، أنقرة بتسليم “ألب أرسلان” الذي اعترف بجريمة قتل الطيار الروسي.

وفي أعقاب احتلال تركيا ومرتزقتها لمدينة عفرين تمركز عناصر هذه المنظمة في الشمال السوري.

وأكد المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، أن “المنظمة التركية الإرهابية تساند التركمان في سوريا بالمساعدات العسكرية والمقاتلين من أعضاء حزب الحركة القومية”.

 وكشف المركز مقتل العديد منهم في معارك مع القوات الحكومية السورية.

كما أكدت صحف تركية أن أنقرة استخدمت ميليشيات “الذئاب الرمادية” إلى جانب “داعش” والمجموعات المرتزقة في الشمال السوري.

كيف تدير أنقرة تحركات هذه المنظمة ما بين سوريا وليبيا؟

وتعمل هذه المنظمة على إدارة العمليات في ليبيا، حيث أكد الجيش الوطني لوكالة أنباء هاوار أن ضابط مخابرات تركيًّا يدعى “فاتح إينال تاركان” ورفيقه “ماهر مصطفى باشا” هما المسؤولان الرئيسان عن أغلب تحركات المرتزقة والمتطرفين يلحقهم أكثر من 18 ضابطًا برتب متفاوتة.

وهؤلاء الضباط بحسب الجيش الليبي هم “خليل سوسيال، وعرفان أوزسيرت، جنرال ليفنانت أرجون، لواء جورسال، تشيبينار، لواء سلجوق يافوز، قنال، الكاي التينداغ، بولت كوتسال، جيثان اوتقو، عز الدين ياثيليورت، أمير مرادلي، حمد حسام الدين ياجوري، ساهان إيدن، أرتشين تيمون، بكير إيدن، رجب بولت، سليمان انجا”.

من هو إينال تاركان؟

اسمه الحقيقي “فاتح تاركان إينال” وهو كلمة السر في التطورات العسكرية بليبيا، والشخصية الأكثر غموضًا وخطورة.

ومن أبرز أصدقاء تاركان المدعو “ماهر مصطفى باشا”، وهو قائد مرتزقة “فرقة المنتصر بالله”، التركمانية وأحد الفصائل التركمانية التي تقاتل ضمن مرتزقة “الجيش الوطني السوري”.

“ماهر باشا” تركماني سوري من مدينة حلب ويتكلم اللغتين العربية والتركية، وهو مقرب من جهاز الاستخبارات التركية، وقد نشر صورة له مع ضابط الاستخبارات التركية فاتح إينال، وله صور من داخل تركيا وبالتحديد من مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، ولديه صور داخل مقرات تنظيم “الذئاب الرمادية” المنتمي إليه.

ويُتّهم ماهر باشا بشنّ عمليات عسكرية بالتنسيق مباشرة مع الاستخبارات التركية وتنظيم الذئاب الرمادية على مدينة عفرين، كما تعمّد فصيله التركماني مهاجمة ومحاصرة حي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب لسنوات طويلة واستخدام أسلحة ممنوعة دوليًّا في محاولة لاقتحام الحي وارتكاب مجازر بحق المدنيين.

وبحسب الجيش الوطني الليبي، يعدّ ماهر مصطفى باشا المسؤول الأول عن إرسال 300 مرتزق شهريًا من كل فصيل سوري بموجب اتفاق عقده لمدة ثلاثة أشهر، مع جهاز الاستخبارات التركية وأشرف عليه تاركان، كما كلف لواء سمرقند التركماني بخطف الأطفال دون الـ 18 عامًا، وإرسالهم للقتال في ليبيا.

وكشف الجيش الليبي أن أنقرة غيرت من طريقة عمل مستشاريها من عسكريين ورجال مخابرات في ليبيا بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة، واعتمدت خططًا، أخذ تاركان ينفذها بحرفية كبيرة.

وتعتمد هذه الخطط على التواصل والتنسيق مع قادة الجماعات المسلحة، من خلف ظهر السراج، ومنح كل جماعة ما تريد بشرط تنفيذ التوجهات التركية في البلد.

وكشفت استخبارات الجيش الليبي أن تاركان وزملاءه لم يجتمعوا مع الميليشيات وقادتهم إلى طاولة واحدة أبدًا منذ قدومه إلى طرابلس، ويدير أغلب عمليات التنسيق الحربية على الأرض بالاتصالات اللاسلكية والهواتف المرتبطة بالأقمار الاصطناعية وذلك بالتنسيق مع السفير التركي في ليبيا سرحت أكسن.

المصدر: وكالة أنباء هاوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى