الاحتلال التركي يجبر سكان عفرين المحتلة دفع 8 دولارات لقاء كل شجرة زيتون
في الخامس عشر من شهر أيلول الحالي، خرج سكان قرية كاخرة التابعة لمدينة موباتا في عفرين المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها منذ عام 2018، بقيادة المرأة في مظاهرة ضد جرائم دولة الاحتلال ومرتزقتها.
وانطلقت المظاهرة في أعقاب اختطاف مرتزقة ما تسمى “بفرقة العمشات” عدداً من أهالي القرية بعدما رفضوا دفع الأتاوات والتنازل عن أراضيهم وممتلكاتهم لصالح المرتزقة، وشنت الأخيرة هجوماً على المتظاهرين أسفر عن إصابة نحو 20 شخصاً غالبيتهم من النساء.
إلى جانب ذلك، بدأ المرتزقة بمداهمة منازل القرية، وفرضوا حصاراً عليها كما قطعوا خدمة الإنترنت عنها، ومنعوا الأهالي من الخروج من منازلهم، فيما ذكرت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا أن المرتزقة بدؤوا في وقت لاحق بإجبار المصابين في المظاهرة على التنازل عن حقهم من خلال عرض مبالغ مالية عليهم وتصويرهم في مقاطع فيديو يتحدثون فيه عن أنهم أصيبوا في مشاجرة بين عائلتين، في محاولة من جانب مرتزقة الاحتلال تزييف الحقائق والتغطية على جرائمهم.
يقول هيثم كراد وهو أحد سكان قرية كاخرة وهجر منها نتيجة احتلال تركيا لقريته، إن ما تعرّض له سكان قريته غيض من فيض أمام ما يرتكب بحق باقي المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها.
ويضيف هيثم الذي يقطن حالياً في حي الشيخ مقصود بحلب، لوكالتنا: “قرية كاخرة من بين 366 قرية أخرى، يتعرض أهلها وطبيعتها لانتهاكات وجرائم الاحتلال التركي ومرتزقته”.
وتحدث هيثم عن أن المرتزقة تجبر الأهالي على دفع إتاوات لهم، قائلاً: “إنهم يجبرون مالكي أشجار الزيتون على دفع 8 دولارات أميركية مقابل كل شجرة زيتون، أليست هذه سياسات تعجيزية تتبعها المرتزقة بهدف إخراج من تبقى في دياره ورفض الخروج منها”.
ويوضح هيثم الذي هجر من منزله منذ أكثر من 5 سنوات بفعل الاحتلال، أن سكان القرية غير قادرين على دفع الإتاوات للمرتزقة؛ لأن محصول الزيتون غير وفير نتيجة طبيعة المنطقة الجبلية وعدم صلاح تربة تلك المنطقة للزراعة.
ويتابع حديثه في هذا الشأن: “حاولت المرتزقة التغطية على هجومها على المتظاهرين وتسببها بإصابة العديد منهم، بنشر أخبار كاذبة تفيد بأنهم أصيبوا في شجار بين عائلتين، لكن مقاطع الفيديو والصور التي تداولتها مواقع التواصل الافتراضي تكشف زيف ادعاءات المرتزقة”.
وذكر هيثم أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من التواصل مع أهالي القرية بشكل جيد ولا يعلمون عنهم شيئاً، باستثناء حصولهم على بعض المعلومات التي تفيد بأن المرتزقة كثفوا من وجودهم في المنطقة، وينفذوا عمليات مداهمة على المنازل وتفتيش أجهزتهم اللوحية وفرض حظر تجوال على القرية.
ورأى هيثم أن انتفاضة النساء بوجه الاحتلال التركي ومرتزقته محل فخر، داعياً ساكني القرية إلى عدم السكوت عن جرائم المرتزقة ومواصلة انتفاضتهم.
من جانبها، ذكرت موليدة عبد الله سليمان أنها كانت على تواصل مع أقاربها في القرية قبل الأحداث الأخيرة، وقالت أنهم كانوا يشتكون من ممارسات المرتزقة التعجيزية.
ونقلت عن أهل القرية قولهم: “يطلبون منّا مبالغ مالية طائلة مقابل ما نجنيه من محصولنا، لكننا لا نملك المبلغ المطلوب؛ إن مرتزقة الاحتلال التركي يسعون لتهجيرنا قسراً”.
وأضافت موليدة أن لها أقرباء يقطنون في منزلها بقرية كاخرة، “إنهم يتعرضون باستمرار للتهديدات من قبل المرتزقة من أجل إخلاء المنزل لتوطين عائلاتهم فيه”.
ولم تتمكن موليدة من الاطمئنان على أقربائها في القرية؛ كون المرتزقة أقدموا على قطع الاتصالات عن القرية؛ لمنع تسريب ما يحدث هناك من انتهاكات، حسب تعبيرها.
في الوقت الذي حيت فيه موليدة مقاومة النساء ورفضهن لجرائم وانتهاكات الاحتلال التركي والمرتزقة، ودعت المنظمات التي تدعي حماية حقوق الإنسان القيام بمسؤولياتها حيال ما يتعرض له السكان في المناطق التي تحتلها تركيا ومرتزقتها.
المصدر: ANHA.