اعتراف أميركي وشيك بـ”إبادة الأرمن”
وبهذه الخطوة سيكون بايدن أول رئيس أميركي يعترف بإبادة الأرمن تحت الحكم العثماني.
من جهته، ذكر العالم السياسي الأميركي إيان بريمر أن “بايدن وعد خلال حملته الانتخابية بأنه سيتخذ الخطوة إذا تم انتخابه”، لافتاً إلى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس كانت في الواقع راعية لقرار مجلس الشيوخ للاعتراف بإبادة الأرمن في عام 2019.
يشار إلى أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين كانت حثّت بايدن قبل أيام على الاعتراف رسمياً بالإبادة الجماعية للأرمن.
وأوضح المشرعون أنه وحتى هذا التاريخ، لم يجزم الرؤساء الأميركيون بحزم موضوع إبادة الأرمن على يد العثمانيين، داعين بايدن لأن يكون أول رئيس أميركي يقوم بذلك.
كما قال أعضاء المجلس وهم 38 عضواً في رسالة كتبوها للرئيس الأميركي: “نقف مع الجالية الأرمنية في الولايات المتحدة وحول العالم لتخليد ذكرى الضحايا، ونقف بحزم ضد أي محاولات للادعاء بأن هذا الجهد المنظم والمقصود لتدمير الشعب الأرمني يمكن وصفه بأي شيء سوى بأنه إبادة جماعية”.
إلى ذلك ذكّر كاتبو الرسالة، وعلى رأسهم الديمقراطي بوب مننديز، بايدن بأنه قال إن الدبلوماسية والسياسة الخارجية مرتبطتان مباشرة بقيم الولايات المتحدة، “وهذه القيم تحتم علينا الاعتراف بالحقيقة وبفعل ما نستطيع لتجنب إبادات جماعية أخرى في المستقبل وأي جرائم ضد الإنسانية”.
وشدد المشرعون على أن الإدارات السابقة الجمهورية والديمقراطية كانت صامتة فيما يتعلق بالإبادة الأرمنية، داعين بايدن “لكسر هذا الصمت من خلال الاعتراف رسمياً بأن ما جرى للأرمن كان إبادة جماعية”.
يذكر أن الكونغرس كان مرر عام 2019 بمجلسيه مشروع قرار يصف المجازر التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن في الحقبة العثمانية بالإبادة الجماعية، رغم معارضة البيت الأبيض حينها. ورغم أن المشروع لم يكن ملزماً، فإنه عكس استياء المشرعين الكبير من السياسات التركية وأرسل رسالة سياسية حاسمة إلى أنقرة التي وظفت مجموعات ضغط مختلفة لحث أعضاء الكونغرس على عدم تمرير المشروع، لكن من دون جدوى.
ويعود تاريخ هذه المجازر إلى عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. ويقدر الأرمن عدد القتلى في هذه الأحداث بحوالي مليون ونصف أرمني، الأمر الّذي تنكره تركيا بشدة وتقول إن العدد مبالغ به وإن ما جرى للأرمن هو نتيجة حرب أهلية. وتصنف أكثر من 20 دولة هذه الأحداث كإبادة جماعية، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا.
المصدر: آدار برس.