شهد، العام 2022، باقة واسعة من أفضل وأهم الاكتشافات العلمية والتي اتسمت بالغرابة في بعضها، لكنها إجمالًا حملت فائدة جمة للبشرية.
ومن الجينيوم البشري، إلى القدرة على إعادة توجيه كويكب في مسار تصادم مع الأرض، واكتشاف أقدم ديناصور معروف في أفريقيا وغيرها، تتنوع تلك الاكتشافات.
وتستعرض شبكة “إرم نيوز” في التقرير التالي مجموعة متنوعة من تلك الاكتشافات:
مهمة انحراف الكوكيبات
نجح العلماء، في سبتمبر، بتنفيذ أول اختبار دفاع كوكبي على الإطلاق عن طريق إبعاد كويكب عن مساره قليلًا، ولم تعد أفلام الكوارث في هوليوود مثل “Armageddon و Deep Impact” خيالًا علميًا.
وشهدت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) تحطم مركبة فضائية عمدًا في ديمورفوس، وهو قمر كويكب صغير في نظام الكويكبات المزدوج في ديديموس على بعد حوالي 7 ملايين ميل (11 مليون كيلومتر) من الأرض.
كان أول اختبار في العالم لتقنية تخفيف التأثير الحركي، باستخدام جسم لصرف كويكب لا يشكل أي تهديد للأرض، وتعديل مداره، وقبل الاصطدام، ويمكن أن يكون ذلك مفيدًا في مواجهة الكائنات الفضائية العدائية مستقبلًا.
أقدم أحفورة ديناصور في أفريقيا
اكتشف علماء الحفريات “مبيريسوروس راثي” Mbiresaurus raathi، وهو أقدم ديناصور تم العثور عليه في أفريقيا حوالي 6 أقدام، ووزنه من 20 إلى 65 رطلًا وجاب زيمبابوي منذ 230 مليون سنة.
وكشف تحليل الحفريات أنه كان نوعًا من الصربودومورف، أحد أقارب الصربود، الذي كان يسير على 4 أرجل، وله أسنان خشنة وعنق طويل وذيل، واكتشف خلال بعثتين، في عامي 2017 و 2019، إلى وادي زامبيزي.
ويرجح أن هذا الديناصور من أكلة اللحوم التي تتغذى بالنباتات والحيوانات الصغيرة والحشرات، وهو من ذات السلالة نفسها التي شملت فيما بعد الديناصورات العملاقة طويلة العنق.
الماموث الصوفي الأكثر اكتمالًا
عثر على الماموث الصغير “Nun cho ga”، ويعني “الطفل الكبير” بلغة Hän من قبل عمال المناجم، في يوكون كندا، في يونيو، وكان يشبه فيلًا صغيرًا محنطًا وهو محفوظ بشكل جيد للغاية وعاش منذ أكثر من 30000 عام.
وقالت حكومة يوكون إنه كان “الماموث الأكثر اكتمالًا الموجود في أمريكا الشمالية”، وثاني اكتشاف من نوعه في العالم، وتم تجميده، في التربة الصقيعية، مما أدى إلى تحنيط بقاياه، وكان جلده لا يزال سليمًا مع وجود أجزاء من الشعر تتشبث بالجسم.
وكشف تحليل آخر أن العجل أنثى، وتعيش جنبًا إلى جنب مع الخيول البرية، وأسود الكهوف، وثور البيسون العملاق الذي جاب يوكون ذات يوم منذ آلاف السنين.
خلايا دماغ مزروعة تمارس ألعاب الفيديو
أثبت باحثون من شركة “Cortical Labs”، ومقرها ملبورن، لأول مرة، أن 800000 خلية دماغية يمكنها أداء مهام موجهة نحو الهدف في لعبة فيديو، وهو ما اعتُبر إنجازًا غير مسبوق.
وتشير النتائج إلى أنه حتى خلايا الدماغ المزروعة في طبق بتري يمكن أن تظهر ذكاءً متأصلًا، وتعديل سلوكها بمرور الوقت، وذلك لأن الأدمغة تتمتع بميزة تطورية تتمثل بضبطها على مدى مئات الملايين من السنين من أجل البقاء.
البلاستيك الدقيق في دم الإنسان
توصل العلماء لاكتشاف مثير للقلق، وهو وجود البلاستيك الدقيق في دم الإنسان لأول مرة، وأخذ الباحثون في هولندا عينات دم من 22 متبرعًا بالغًا سليمًا مجهولًا وقاموا بتحليلها بحثًا عن جزيئات صغيرة تصل إلى 0.00002 من البوصة.
ووجدوا أن 17 من أصل 22 متطوعًا (77.2٪) لديهم جزيئات بلاستيكية دقيقة في دمائهم، وهو اكتشاف وُصف بأنه “مقلق للغاية”، كما تم اكتشاف اللدائن الدقيقة أيضًا في رئات بشرية حية لأول مرة هذا العام، مما يثبت أننا نتنفسها من الهواء.
ووجد باحثون من جامعة هال، وكلية الطب في هال يورك، مواد بلاستيكية دقيقة في أعمق جزء من الرئة، وكان يُعتقد سابقًا أن هذا مستحيل ، نظرًا لضيق الممرات الهوائية.
“جيمس ويب” يرسل صوره الأولى
كان الصيف مليئًا بالإثارة، حيث أرسل تلسكوب الفضاء الجديد التابع لوكالة “ناسا” والذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار صوره الأولى للكون المبكر، ما فتح الباب لحقبة جديدة من علم الفلك، بعد حقبة التلسكوب “هابل”.
وتلقى عشاق علم الفلك صورًا مبهرة غير مسبوقة لظواهر غير مسبوقة مثل “حضانة نجمية”، ونجم يحتضر مغطى بالغبار و “رقصة كونية” بين مجموعة من المجرات.
ووضعت تلك الصور نهاية لشهور من الانتظار والترقب المحموم من علماء الفلك، حيث تم التعامل مع الدفعة الأولى من تلك الصور على أنها “كنز دفين” وستبلغ ذروتها في أول نظرة على فجر الكون.
اكتمال الجينوم البشري
استغرق الأمر عقدين من الزمن ولكن، في عام 2022، تم أخيرًا تعيين الجينوم البشري بالكامل، ففي أبريل، نشر الباحثون تسلسلًا خاليًا من الفجوات لما يقرب من 3 مليارات قاعدة (أو “أحرف”) الحمض النووي لشخص واحد بعد 20 عامًا من إنتاج المسودة الأولى.
وقالوا إن التسلسل الكامل والخالي من الفجوات للقواعد في حمضنا النووي كان أمرًا بالغ الأهمية لفهم التباين الجيني البشري والمساهمات الجينية في أمراض معينة، وبالإضافة إلى الآثار الطبية يساعد الجينوم الكامل أيضًا في الإجابة عن سؤال: ما الذي يجعلنا بشرًا متميزًا؟.
اقترح الباحثون أن بعض الجينات التي كانت فجوات في الجينوم الأصلي يعتقد أنها مهمة للغاية في المساعدة على تكوين دماغ أكبر لدى البشر مقارنة بالقردة الأخرى.
والجينوم المكتمل حديثًا، المسمى “T2T-CHM13″، يمكن الوصول إليه الآن من خلال متصفح الجينوم “UCSC” عبر الإنترنت.
الثقب الأسود الهائل
في سابقة تاريخية، كشف علماء الفلك في مايو كيف التقطوا صورة رائعة لثقب أسود هائل في قلب مجرتنا درب التبانة تبلغ كتلته حوالي 4.3 مليون ضعف كتلة شمسنا، ويقع على بعد حوالي 27000 سنة ضوئية من الأرض.
وجاء ذلك بعد ما يزيد قليلًا على 3 سنوات بعد أن كشف نفس علماء الفلك عن أول صورة على الإطلاق لثقب أسود، ويحمل الثقبان الأسودان أوجه تشابه مذهلة، على الرغم من حقيقة أن القوس A * أصغر 2000 مرة من Messier 87 ، الذي يقع في مجرة بعيدة على بعد 55 مليون سنة ضوئية.
المصدر: إرم.