أعداد مخيفة وأقسام لا تتسع لحالات التسمم بمشفى الشعب في الحسكة
يستقبل مشفى الشعب في مدينة الحسكة يومياً العشرات من الأطفال والمسنين الذين يتعرضون للتسمم، ويواجهون اضطرابات بالمعدة والأمعاء نتيجة مياه الشرب الملوثة، التي يستخدمونها في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويلجأ أكثر من مليون ونصف المليون نسمة من سكان مدينة الحسكة ونواحيها إلى شراء مياه الصهاريج، نتيجة قطع الاحتلال التركي مياه محطة علوك عنهم منذ احتلاله سري كانيه ومحطة علوك التي تغذي مدينة الحسكة، حيث لم يتمكن سكانها من الحصول على مياه علوك منذ 9 أشهر وليومنا الراهن، نتيجة قطعه من قبل دولة الاحتلال بشكلٍ ممنهج ومستمر.
الطبيب العام في مشفى الشعب في مدينة الحسكة رزكار خليل، أكد لوكالتنا: “خلال الشهرين الماضيين ازدادت حالات التسمم وما تسمى بالتهاب المعدة والأمعاء، والذي يؤثر بشكل كبير على الأطفال والمسنين”.
المياه الملوثة هي السبب
وأوضح الطبيب رزكار خليل أن: “الأعداد الكبيرة للمرضى التي نراها، لها أسباب كثيرة وعلى رأسها المياه الملوثة، التي تسبب إسهالاً حاداً وغثيان شديد عند الأطفال، ويؤدي إلى الجفاف واضطراب الشوارد مما يهدد صحة الطفل وحياته”.
ونوه رزكار خليل إلى أن فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لها تأثير كبير أيضاً على ازدياد أرقام المصابين، وقال: “يستقبل مشفى الشعب يومياً عشرات الحالات المتفاوتة بين الخطرة وقليلة الخطورة، ونستطيع تفاديها بتقديم العلاج اللازم للمريض”.
وأعلنت مديرية مياه الحسكة خلال بيان في تموز2023، أنّ تركيا حوّلت الحسكة إلى منطقة منكوبة، ودعت المنظمات المعنية للالتفاف حول الكارثة الإنسانية جراء قطع الاحتلال التركي مياه الشرب عنها.
1200 حالة مرضية خلال شهر
وكشف رزكار خليل عن تزايد أعداد المرضى: “عدد الحالات بشكل متزايد، فخلال الشهر الماضي وصل عدد الحالات إلى قرابة الـ 1200 حالة مرضية، فقط في مشفى الشعب، ناهيك عن المشافي الموجودة في المدينة، ولا سيما بعد امتلاء قسم الأطفال وتوزيعهم على أقسام أخرى، لذلك يقومون سكان المدينة بتحويل أبنائهم إلى مشافي أخرى، بسبب عدم وجود أسرّة داخل مشفى الشعب تكفي لأعداد المرضى، كما أن معالجة هذه الحالات لا تجوز في المنزل وينبغي معالجتها ضمن المشافي”.
وناشد الطبيب رزكار خليل سكان مدينة الحسكة بضرورة توخّي الحذر، وقال: “في بعض الأحيان هذه الحالات (ممن يتعرضون للتسمم، ويواجهون اضطرابات بالمعدة والأمعاء) تؤدي للوفاة، وما نتمناه من سكان المنطقة والأهالي مراجعة المراكز الطبية في حال لاحظوا هذه الأعراض على أبنائهم”.
وحسب الأرقام التي حصل عليها مراسلنا، فإن نحو 800 صهريج متنقل يغذي المدينة يومياً، إلى جانب توزيع المنظمات المدنية المياه من خلال تعبئتها لخزانات ووضعها في الأحياء لخدمة الأهالي.
المصدر: ANHA.